responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 225

وهكذا راح الخطيب يغفل عن كل هذه المعاني القرآنية، ويصف لعوام الناس الملتفين حوله تلك الأمجاد الكاذبة التي سكر بها العثمانيون فترة من الزمن، ثم تجرعوا غصصها بعد ذلك، هم وسائر المسلمين أضعافا مضاعفة.

وأول الأمجاد ـ كما يذكر ـ ما سماه ـ كذبا وزورا ـ [حكما إسلاميا]، مع أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم سماه [ملكا عضوضا].. يقول: (ولد السلطان سليمان الأول بن السلطان سليم الأول بن با يزيد بن محمد الفاتح عام تسعمائة للهجرة.. وتولى الخلافة وهو ابن ست وعشرون سنة.. فأقام السنة وأعلى منارها، وقمع البدعة وأهلها، وقضى على الروافض، وأحيا الملة ونشر العدل في ربوع الدولة الإسلامية، واستبشر الناس خيرا بعهده.. وكان السلطان سليمان يستفتح رسائله بقول الله تعالى: { إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30].. جلب السلطان سليمان العلماء الربانيين، وجلس معهم ووضع قوانين إدارية مستمدة من الشريعة الإسلامية)[1]

وهكذا راح يشوه نبي الله سليمان عليه السلام، ذلك المتواضع الأواه المنيب الذي ذكر القرآن الكريم عدالته وتواضعه لرعيته، ليضع نفسه مكانه، والعجيب أنه يذكر أن عمره كان ذلك الحين لا يتجاوز ستا وعشرين سنة، ومع ذلك أعطي الحكم المطلق، لا لشيء إلا لكونه ـ كما يذكر الخطيب ـ ابن السلطان سليم الأول بن با يزيد بن محمد الفاتح.

وليت الأمر توقف عند ذلك، بل إن الخطيب يذكر أن هذا السلطان، راح ـ وهو في عز الشباب ونشوة السلطان ـ يرسل برسله وكتبه لملوك أوروبا لا لإقامة علاقات طيبة معهم، تكون مقدمة للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وإنما راح يدعوهم إلى دفع الجزية والإتاوات، لأنه لم يكن للعثمانيين في توسعهم من غرض سوى تلك الإتاوات التي تمتلئ


[1] المرجع السابق، ص3.

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست