اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 226
بها خزائنهم.
يقول الخطيب: (وعندما جلس
السلطان سليمان القانوني على كرسي الخلافة، كان أول ما فعله هو إرسال رسالة إلى
ملوك أوروبا يعلمهم بتوليه الخلافة، ويأمرهم بدفع الجزية المقررة عليهم كما كانوا
يفعلون في عهد أبيه السلطان سليم الأول.. فاستهان ملك المجر بالسلطان سليمان لصغر
سنه فرفض دفع الجزية وقتل رسول السلطان؛ فاستشاط السلطان سليمان غضبا، وقال: أيقتل
سفير دولة الإسلام؟.. أيهددني ملك المجر؟.. فما أصبح الصباح إلا وقد أعد السلطان
سليمان جيشا جرارا مدعوما بالسفن الحربية، وكان السلطان سليمان بنفسه على رأس هذا
الجيش، وكان قاصدا مدينة بلجراد المنيعة والتي تعد بوابة أوروبا الوسطى وحصن
المسيحية كما كانوا يطلقون عليها، ولكم أن تعلموا أن جده محمدا الفاتح حاول أن
يفتح بلجراد ولكنه فشل، بل وأصيب إصابات خطيرة أثناء حصارها.. ولما انصرف عنها
قال: (عسى أن يخرج الله من أحفادي من تفتح تلك المدينة على يديه)، وتوجه السلطان
سليمان القانوني على رأس جيش عرمرم، ومزود بأعتى المدافع والأسلحة، يمدهم ثلاثة
آلاف جمل محمل بالأسلحة وثلاثين ألف جمل محمل بالمهمات وسفن تحمل الخيول وخمسين
سفينة حربية ومئات من المدافع العملاقة الفتاكة التي كانت فخر الجيوش الإسلامية..
وبدأ السلطان سليمان في حصار قلعة بلجراد، وبعد شهرين ونصف من الحصار تسقط قلعة
بلجراد، فدخل السلطان سليمان القانوني المدينة يوم ٢٦ رمضان
٩٢٧هـ.. وأمر السلطان أن يرفع الأذان من القلعة) [1]
وأصحاب المجد المزيف يتصورون
أنهم برفع الآذان في القلعة يكونون قد أوصلوا الإسلام إلى تلك المناطق، ولست أدري
كيف يمكن أن تستسيغ آذان عوام تلك المدينة