اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 224
حاقدين على الإسلام، وهو ما جعل
الإرهابيين يستحلون دماءهم، حتى لو كانوا شيوخا أو أطفالا أو نساء لا يسمعون
بالإسلام، ولا يعرفون بلاد المسلمين.
ولو سأل نفسه عن سر ذلك الحقد
لأجاب بسهولة، ولعرف أنه الابتعاد عن القيم القرآنية في التعامل مع الآخر، فالله
تعالى أمرنا بأن نعرض الإسلام عليهم عرضا جميعا، فقال: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ
الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ
وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ
وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت: 46]، لكن
الفاتحين الذين أمروا بالحوار الحسن معهم، لم يكتفوا بالتقصير في ذلك فقط، وإنما
راحوا يقاتلوهم، ثم يكذبون على العالم حين يشوهون الإسلام، ويذكرون لهم أن الله
تعالى أمرهم بالقتال، لا بالحوار، وهل يمكن لشعب من الشعوب أن يحب دينا يستحل
دماءه؟
وهكذا أمرنا القرآن الكريم بأن
نؤلف قلوبهم، ولو بأموالنا، فقد ذكر في مصار الزكاة تأليف قلوب أهل الديانات
الأخرى، بإعانتهم والإحسان إليهم، ليكون ذلك مقدمة لتعرفهم على الإسلام، وقد يكون
مقدمة لاعتناقهم له، كما قال تعالى: { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ
وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ}
[التوبة: 60]، لكن الفاتحين لم يكتفوا بالتقصير في هذا الأمر، وإنما راحوا يفرضون
عليهم الإتاوات والجزية، والتي أرهقتهم، وجعلتهم يكرهون الإسلام، ويتحينون كل فرصة
للانتقام منه، وهو ما نعيشه اليوم، حيث استرد من يسمونهم صليبين كل ما أخذوه من
جزية أضعافا مضاعفة.
ولو أن المسلمين أحسنوا التعامل
معهم، لكان الوضع مختلفا تماما، ولربما كان هؤلاء الذين يسمونهم الآن صليبيين، من
أحسن الناس إسلاما، وحتى لو بقوا على دينهم، فإنهم لن يكون لهم أي حقد على
الإسلام، وحتى لو كان هناك حقد، فلن يصل إلى عوام الناس، الذين أمرنا بأن نحسن
إليهم، ونؤلف قلوبهم، وندافع عنهم، باعتبارهم إخوانا لنا في الإنسانية.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 224