اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 223
تلك الدول المستضعفة إلى أسود
تنهشه، وتتلاعب به، ثم سرعان ما تحولت تركيا نفسها إلى دولة داعية للإلحاد بعد أن
كانت تدعي أنها حامية للإسلام.
وسر ذلك يكمن في الابتعاد عن
المفهوم القرآني للفتح، والذي يعني الفتح العمودي، لا الأفقي، والعمودي يكون
بتحقيق القيم الإسلامية، والتعامل بها مع جميع العالم، حتى يعرف العالم ما هو
الإسلام، وحينها يحترمه، وحينها يمكن أن يعتنقه بصدق وإخلاص.
أما استعمال الرعب في التعريف
بالإسلام، فهو لن ينتج سوى الأحقاد التي تجلت في ذلك الموقف الذي وقفه الخطيب،
وراح يتباكى به على المسلمين، ولم يكن يعلم أن أولئك الذين يشيد بهم هم أنفسهم
الذين جروا الإسلام إلى ذلك الوضع.
ثم راح يذكر في خطبته مؤامرة
الغرب على الإسلام، وينسى مؤامرة من يدعون الإسلام على الغرب، فقال: (لن أتكلم عن
حقد الصليبيين وكراهيتهم للإسلام والمسلمين، فهو واضح في كتاب الله تعالى.. ولكنني
سأتكلم عن سليمان القانوني الذي ورد اسمه في كلمات هذا الحاقد، فمن هو سليمان
القانوني هذا الذي نقشت صورته على أحد جدران مجلس النواب الأمريكي؟.. كان الخليفة
العثماني سليمان القانوني ممن شوه الغرب الكافر وأتباعهم سيرته، وهذا ظاهر في
الافتراء عليه وتشويه صورته في ذلك المسلسل المحرف [حريم السلطان] كما شوهوا سيرة
غيره من خلفاء المسلمين.. ولكن هي محاولات مستميتة لطمس تاريخ المسلمين المشرف..
ولإخفاء شخصيات المسلمين العظيمة.. حتى لا يجد أبناؤنا قدوات في تاريخهم.. فيبحثون
عن سفاحي الغرب ومجرمي الشرق ليتخذوهم قدوات)[1]
وهو ـ كسائر الممجدين للتاريخ ـ
ينظرون إلى الغرب، عوامه وخواصه بكونه صليبيين