responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 220

السلحفاة في تخليص إخوانه من المسلمين من بطش أعدائهم.

3 ـ ما غاية العثمانيين من فتوحهم لأوروبا؟

ذكرنا في الفصول السابقة أن ارتباط الفتح بالجيوش كذبة كبيرة وضعها أصحاب الملك العضوض لتبرير جرائمهم المرتبطة بالتوسع العسكري، والذي هو طبع في كل المستبدين والظلمة على امتداد التاريخ.

والمشكلة الأكبر من ذلك هي ربط انتشار الإسلام بتلك الفتوح، وهو ما يعطي المبشرين والمستشرقين والمستغربين المبررات التي تدعم دعواهم في أن الإسلام لم ينتشر بالحجة، وإنما انتشر بالسيف.

ولهذا، فإن تغاضي الممجدين للدولة العثمانية عن جرائمها في حق الصفويين والمماليك وجميع البلاد الإسلامية التي احتلوها، بحجة مساهمتها في الفتوح الإسلامية، من التبريرات التي يمكن التعبير عنها بكونها أقبح من الذنوب نفسها.

ذلك أن تلك الفتوح ساهمت في وضع الحجب الكثيرة التي تحول بين الغرب والإسلام؛ فكيف يمكن لتلك الجيوش التي كانت تنشر الخراب حيثما حلت أن تدعو للإسلام، أو تكون سببا في انتشار الإسلام؟

ولنفرض جدلا أن بعض تلك البلاد التي تمكنوا من فتحها اقتنعت تحت ضغط السيوف بالإسلام، ثم تحولت بعد ذلك إلى الإسلام فعلا، فهل هذا العمل مشروع، وهل أمرنا بإكراه الناس على الدين، وهل هذا السلوك يحفظ للإسلام سمعته، والتي هي من أهم كل شيء؟

ولذلك نرى أن الممجدين للدولة العثمانية لا يختلفون عنها، وعن أصحاب الملك العضوض الذين يغلّبون المصالح على المبادئ، والأهواء على القيم، لأنهم يريدون نصرا قريبا، ولو كان مزيفا، لا نصرا حقيقيا شاملا.

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست