اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 221
ولهذا فإن ظاهرة الإسلامفوبيا التي منعت الغرب من تقبل الإسلام، لم يكن لها من سبب سوى تلك
الجرائم التي ارتكبها الفاتحون وأذنابهم في الأندلس، والتي زاد العثمانيون طينتها
بلة.
وسنذكر هنا بعض الأمثلة والنماذج
من كتابات الممجدين للعثمانيين، لنقارن بين ما يذكره القرآن الكريم عن الأنبياء
ومنهج دعوتهم إلى الله، ومنهج العثمانيين، ومن لف لفهم من الذين استبدلوا الدين
الإلهي بالدين البشري.
فمن الأمثلة على ذلك ما ذكره
الصلابي عن السلطان بايزيد الأول (791 - 805 هـ/1389 - 1402م) من تحمسه للفتوحات
الإسلامية، فقال: (بعد استشهاد السلطان مراد تولى الحكم ابنه بايزيد، وكان شجاعاً
شهماً كريماً متحمساً للفتوحات الاسلامية، ولذلك أهتم اهتماماً كبيراً بالشؤون
العسكرية فاستهدف الإمارات المسيحية في الاناضول وخلال عام اصبحت تابعة للدولة
العثمانية)[1]
ثم ذكر بنشوة كبيرة إخضاعه
لبلغاريا، وكيف ساهم ذلك في بث الرعب في نفوس الأروبيين، فقال: (بعد أن تم التفاهم
مع الصرب وجه بايزيد ضربه خاطفة في عام (797هـ/1393م) الى بلغاريا، فاستولى عليها وأخضع
سكانها، وبذلك فقدت البلاد استقلالها السياسي، وكان لسقوط بلغاريا في قبضة الدولة
العثمانية صدى هائل في أوروبا وانتشر الرعب والفزع والخوف أنحاءها وتحركت القوى
المسيحية الصليبية للقضاء على الوجود العثماني في البلقان)[2]
وهكذا نراهم يمجدون بالخصوص
السلطان سليمان القانوني، الذي يشكل في نظرهم رمزا كبيرة من رموز المجد الإسلامي،
وقد قال بعضهم في خطبة له، حاكيا هذا
[1]
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط (ص: 65).
[2]
المرجع السابق، ص66، وانظر: الدولة العثمانية في التاريخ الاسلامي الجديث، ص41..
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 221