responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 219

وقد سمعوا قومًا يغنّون باسمه.. فأدركتهم منهم أليم المضرة

ثم يقول:

وقد بدّلت أسماؤنا وتحوّلت.. بغير رضًا منّا وغير إرادة

فآهًا على تبديل دين محمد.. بدين كلاب الروم شرّ البرية

ثم يختتم:

وصرنا عبيدًا لا أسارى نُفتدى.. ولا مسلمين نطقهم بالشهادة

فلو أبصرتْ عيناك ما صار حالنا.. إليه لجادت بالدموع الغزيرة

فيا ويلنا يا بؤس ما أصابنا.. من الضّرّ والبلوى وثوب المذلّة

لكن كل هذه الأبيات المملوءة بالألم لم تحرك ساكنا في نفوس سلاطين العثمانيين مع العلم أنهم كانوا يوجهون جيوشهم لفتح أوروبا، تحت اسم الجهاد، ولست أدري أيهما كان أولى بالجهاد: هل إنقاذ المسلمين، الذين ترد أخبار تلك المعاملات القاسية معهم، مثلما نسمع اليوم بأخبار بورما وغيرها، أم التوسع في مناطق أخرى؟

لكن للأسف المكاييل المزدوجة للإسلاميين تجعلهم ينظرون للأمور دائما بصورة منتكسة، وقد قال بعضهم يذكر السلطان وعشقه للجهاد: (بعد استشهاد السلطان مراد تولى الحكم أبنه بايزيد، وكان شجاعاً شهماً كريماً متحمساً للفتوحات الاسلامية، ولذلك أهتم اهتماماً كبيراً بالشؤون العسكرية فاستهدف الإمارات المسيحية في الاناضول وخلال عام أصبحت تابعة للدولة العثمانية، وكان بايزيد كمثل البرق في تحركاته بين الجبهتين البلقانية والأناضولية ولذلك أطلق عليه لقب الصاعقة)[1]

لكن هذه الصاعقة، وهذا الذي يتحرك كالبرق في الجبهات المختلفة كان أبطأ من


[1] انظر: الدولة العثمانية في التاريخ الاسلامي الحديث، ص40.

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست