اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 214
من الأمراض الوبائية بالجنود
الفرنسيين وقد نظر الشعب المصري الى هذه الفرق على أنها أدوات لدعم الاحتلال
الفرنسي لمصر)[1]
ورغم أننا لا ننكر وقوف بعض
المسيحيين أو الكثير منهم، مع الحملة الفرنسية، لكن ذلك يدعونا إلى التساؤل عن سر
ذلك، وهل يعود لكراهية المسيحيين للإسلام، أم يعود لتلك المعاملات القاسية التي
كان يعامل بها العثمانيون المصريين، والتي جعلتهم يؤثرون أي شيء لهم، حتى الشيطان
نفسه.
ولذلك فإن تلك القابلية
للاستعمار، لم تكن لتوجد في الشعب المصري أو غيره من الشعوب لولا تلك النماذج
السيئة التي أعطاها العثمانيون للحكم الذي يربطونه بالإسلام، والإسلام منه بريء.
ولذلك كان من ذكاء نابليون واستفادته
من التجربة العثمانية في السيطرة، ادعاؤه الإسلام[2]، ذلك أنه عرف أن ادعاء الإسلام سيمنح له سلطة أكبر، ومع ذلك لن
يكلفه شيئا كثيرا، فهو يرى العثمانيين يمارسون حياتهم وتسلطهم بكل حرية من غير أن
يكون للدين أي أثر في ذلك.
والشاهد الذي نريد أن نذكره هنا
هو أن تلك الجيوش الجرارة التي دكت معاقل
[1]
الدولة العثمانية دولة اسلامية (2/938) ومابعدها.
[2]
اتبع نابليون سياسة براغماتية، حيث حاول التقرب من المسلمين والتحبب إليهم، فأعلن
أنه مسلم في قلبه وأنه سيعتنق الإسلام، ولبس العمامة والقفطان في أحد الأيام، وصلى
مع المصلين. وذهب إلى أكثر من ذلك إذ قال لأحد مشايخ الدين أنه ينوي إقامة حكومة
موحدة تقوم على مبادئ القرآن التي هي وحدها المبادئ الحقة القادرة على إسعاد الناس
وأشاع أنه شاهد النبيa في منامه وأنه قال له: اجهر بإيمانك،
بأركان ديني لأنه دين الله. إن العرب في انتظار هذه العلامة، وسأخضع آسيا كلها لسلطانك.
وأخذ يساهم في المواليد النبوية وينفق عليها، وذكر يوماً لشيخ الأزهر أنه يرغب
باعتناق الإسلام، ولكن الذي يمنعه من ذلك عقبتان، الختان وتحريم الخمر (انظر:
مقالا بعنوان: وداعاً جنرال.. أهلاً مولانا! بقلم: عادل حمودة، مجلة البيان، 18
يوليو 1998)
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 214