وقال في موضع آخر: (نجح
الفرنسيون في استثارة العناصر القبطية المسيحية على معاونة الحملة بمختلف الوسائل،
واعتبر بعض الكتاب المسيحيين أن الفائدة التي جنتها مصر خلال سني الحملة الثلاث
أكثر من القرون الطويلة للحكم العثماني وقد أشاد البعض من هؤلاء العملاء بدور
الخسة والنذالة الذي قام به المعلم يعقوب في تعاونه مع الفرنسيين ضد العثمانيين
واعتبروه تعاوناً يستحق بموجبه أن يقام له تمثال من ذهب في أكبر ميادين القاهرة،
ويكتب عليه أنه أول من نادى باستقلال مصر في العصر الحديث)[2]
وأضاف يقول: (كان هذا الموقف من
النصارى معادياً لرغبة الأغلبية المسلمة بنفس القدر مايمكن إدراكه من اتجاه أغلب
المفكرين النصارى العدائي للأغلبية المسلمة في مصر المعاصرة والذي يبدو جلياً في
تأييدهم لخيانة بلادهم طالما هي ضد الوجود الاسلامي، وحتى بمفهوم الوحدة الوطنية الذين
يسعون للتمسح به فإن المعلم يعقوب يعد من أبرز الذين خانوا بلادهم. وعلى أية حال
كانت هذه الحادثة بداية لما عرف في التاريخ المصري باسم الفتنة الطائفية)[3]
وهكذا قال الدكتور عبدالعزيز
الشناوي: (أسرفت بعض الطوائف غير الاسلامية في مصر في تأييد الفرنسيين إسرافاً وصل
الى حد تكوين فرقة عسكرية من أبناء هذه الطوائف. وقام الضباط والجنود الفرنسيون
بتدريبهم على النظم العسكرية الأوروبية وتزويدهم بالأسلحة الحديثة. ثم ألحقت هذه
الفرق بجيش الاحتلال الفرنسي لسد النقص في عدده، نتيجة المعارك التي خاضها في مصر
والشام وإخماد الثورات الشعبية، وفتك الطاعون وغيره
[1]
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط (ص: 327)
[2]
المرجع السابق، ص 328، وانظر: تاريخ الفكر المصري الحديث، د. لويس عوض (1/180-188)
[3]
انظر: قراءة جديدة في تاريخ الدولة العثمانية، ص144.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 213