اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 212
على العثمانيين، ويتمنى عودتهم
من جديد، ليفعلوا به ما فعلوا بأجداده.
2 ـ من تخلى عن الدول التي كان يحتلها؟
من خلال العرض السابق، تبين لنا
أن الصفويين لم تكن لهم صلة إلا بمناطق محدودة جدا، بخلاف العثمانيين الذين امتد
شرههم إلى جميع بلاد العالم الإسلامي، بما فيها المناطق الصفوية نفسها، وأن الحرب
التي جرت بينهما لم تكن بسبب الصفويين، وإنما بسبب العثمانيين.
وكان يمكن لنا أن نقبل ما يبرر
به الممجدون للدولة العثمانية ذلك التمدد، عندما يكون في مصلحة وحدة المسلمين
وقوتهم، لكن الواقع التاريخي أثبت العكس؛ فالعثمانيون لم يكتفوا بالتخلي عن البلاد
الإسلامية التي احتلوها وقت حاجتهم إليها، وإنما كانوا أكبر من مهد الأرضية
للاستعمار في البلاد الإسلامية، ووفر قابلية الشعوب لذلك.
وسنضرب مثالا على ذلك من خلال
أول استعمار حل بالبلاد العربية، وهي الحملة الفرنسية على مصر، والتي كان من أول
أسبابها ما قام به العثمانيون من تحطيم لكل مقدرات مصر المادية والمعنوية، بسبب
تلك الجرائم الكثيرة التي ارتكبوها، والتي أشرنا إلى بعضها في المطلب السابق.
لكن الطائفيين الممجدين للدولة
العثمانية يعفونها من هذه الجريمة؛ ويلصقونها بالمسيحيين وغيرهم من الطوائف
الموجودة في مصر، أو كما عبر عن ذلك الصلابي بقوله: (لاشك أن هؤلاء المستعمرين
كانوا عاملين بطبيعة واحوال المسلمين في مصر من خلال وسائلهم المتعددة، منها ماقام
به الرحالة الفرنسي (الجواسيس) الذي أكثروا من رحلاتهم خلال القرنيين السابع عشر
والثامن عشر، وكانوا على صلة بالعناصر القبطية المسيحية
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 212