اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 211
التخلص من المماليك الذين مثلوا
أكبر تهديد لحكم محمد علي، وتمَّت في الأول من مارس 1811م بعد أن تمَّ إغلاق أبواب
القلعة على المماليك وإطلاق الرصاص عليهم، ليتخلص محمد علي من أبرز تهديد سياسي
وعسكري داخلي له، واستتب له الأمر في مصر. وتشير بعض المصادر إلى أن عدد القتلى في
هذه المذبحة وصل إلى 500 قتيل تقريبًا) [1]
ومنها جرائمهم في الحجاز، حيث أن
(حملات التهجير التي قام بها العثمانيون في تلك الفترة، أضرت بسكان المدينة وغيرت
ديموغرافيتها، ما أدى إلى سفر أعيان المدينة وأضر بهم ماديًا، ودفع السكان إلى أكل
الحشائش لعدم توفر الطعام، وكانت كارثة التهجير الجماعي والقسري التي اشتهرت في
الحجاز بـ [سفر برلك]، تلك الجريمة النكراء التي وقعت في المدينة المنورة،
باقتحام جنود فخري باشا للبيوت الآمنة، وكسر أبوابها عنوة، وتفريق الأسر، وخطف
الأطفال والنساء من الطرقات دون رحمة، وجرهم معًا أو متفرقين إلى عربات قطار
الحجاز ليتمَّ إلقاؤهم عشوائيًا بعد رحلة طويلة من العذابات في تركيا والأردن وسوريا،
وفي الغالب، لم تكن [سفر برلك] لأهل المدينة المنورة فقط، بل كانت لكل البلاد التي تديرها الدولة العثمانية، بسبب الحرب العالمية الأولى التي وقعت حينها، فكانوا يأخذون الرجال والشباب القادرين على حمل السلاح، ليجهزوهم للجبهات والقتال باسم الدولة العثمانية على يد فخري باشا الذي تمَّ
تعيينه حاكمًا عسكريًا للمدينة المنورة، فأخضعها لحكم عسكري قاس، وكان أكثر الحكام
الأتراك تسلطًا ودموية وضيق أفق)
[2]
وهكذا كانت جرائمهم في الشام
والمغرب وكل البلاد التي احتلوها، ونهبوا خيراتها، وكانوا سببا في تخلفها، في نفس
الوقت الذي لم تر فيها هذه البلاد العربية جميعا أي جندي أو قابض ضرائب من
الصفويين، ومع ذلك تجد الصغير والكبير يسب الصفويين، ويترضى