اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 207
الغوري وجاء بالعساكر الى حلب
واتفق مع الرافضة واختار أن يمشي الى مملكتي التي هي مورث آبائي وأجدادي، فلما
تحققت تركت الرافضة، ومشيت إليه)[1]
والصلابي كسائر الإسلاميين في
دراستهم للتاريخ بعيدا عن المصادر المقدسة، لم يلتفت لكل تلك الجرائم التي
ارتكبها السلطان سليم مع الصفويين أو المماليك أو أقاربه، وإنما راح يذكر مشهدا من
المشاهد التمثيلية التي يحب أمثاله من الإسلاميين مشاهدتها، فقد ذكر (أن المؤرخ
سلاحثور صاحب مخطوطة فتح نامه ديار العرب وكان مصاحباً لسليم، أن سليم الأول كان
يبكي في مسجد الصخرة بالقدس بكاءً حاراً، وصلى صلاة الحاجة داعياً الله أن يفتح
عليه مصر)[2]
وهكذا استدل بذلك البكاء وتلك
الصلاة على شرعية قتل المصريين، والذين هزمهم مثلما هزم الصفويين، وكان سبب
الهزيمة ـ كما يذكر الصلابي وغيره ـ بالإضافة للتفوق العسكري لدى العثمانيين:
(معنويات الجيش العثماني العالية وتربيته الجهادية الرفيعة واقتناعه بأن حربه
عادلة بعكس القوات المملوكية التي فقدت تلك الصفات، وحرص الدولة العثمانية على
الالتزام بالشرع في جميع نواحي حياتها واهتمامها البالغ بالعدل بين رعايا الدولة،
بعكس الدولة المملوكية التي انحرفت عن الشريعة الغراء ومارست الظلم على رعاياها)[3].
وبعد انتصار السلطان سليم على
المماليك، راح يطلب الخلافة على المسلمين، ولقب نفسه [خليفة الله في طول الأرض
وعرضها] منذ عام 1514م (920هـ) أي قبل فتحه للشام ومصر وإعلان الحجاز خضوعه لآل
عثمان.