اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 206
تحارب دولة أخرى بمثل هذا السبب،
والذي تمثل في الموافقة على لجوء أخ السلطان، أو في عدم الموافقة على الحرب
الظالمة التي شنها العثمانيون على الصفويين.
وهكذا ذكر مبررا آخر، يقترب
كثيرا من المبرر الذي هاجم به العثمانيون على الصفويين، حيث ذكر أن العلماء
والقضاة والأعيان والأشراف وأهل الرأي اجتمعوا، وتباحثوا في حالهم، ثم قرروا أن
يتولى قضاة المذاهب الأربعة والأشراف كتابة عريضة، نيابة عن الجميع، يخاطبون فيها
السلطان العثماني سليم الأول ويقولون أن الشعب السوري ضاق بالظلم المملوكي، وإن
حكام المماليك (يخالفون الشرع الشريف)، وإن السلطان إذا قرر الزحف على السلطنة
المملوكية، فإن الشعب سيرحب به، وتعبيراً عن فرحته، سيخرج بجميع فئاته وطوائفه الى
عينتاب -البعيدة عن حلب- ولن يكتفوا بالترحيب به في بلادهم فقط، ويطلبون من سليم
الأول أن يرسل لهم رسولاً من عنده، وزيراً ثقة، يقابلهم سراً ويعطيهم عهد الأمان،
حتى تطمئن قلوب الناس[1].
وهم يذكرون أن هذه الوثيقة
موجودة في الأرشيف العثماني في متحف طوب كابي في استانبول، ولسنا ندري مدى صحة
ذلك، وهل كتبت الوثيقة قبل الاحتلال أم بعده، فما أسهل أن يجمع رجل مثل السلطان
سليم العلماء والأعيان، ويخيرهم بين كتابة الوثيقة التي تستدعيه، وبين أن يحصل لهم
ما حصل للصفويين، أو لأقاربه الأقربين.
وهكذا برر غزو مصر واحتلالها،
فقد ذكر أن السلطان سليم الأول العثماني خاطب طومان باي آخر سلاطين المماليك بعد
أن هزمه في معركة الريدانية بقوله: (أنا ما جئت عليكم إلا بفتوى علماء الأعصار
والأمصار، وأنا كنت متوجهاً الى جهاد الرافضة (يعني الصفويين) والفجار (ويعني بهم
البرتغاليين وفرسان القديس يوحنا)، فلما بغى أميركم
[1]
انظر: العثمانيون في التاريخ والحضارة، د. محمد حرب ، ص170.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 206