اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 20
وفي نفس الوقت.
نعم هو قام بنفس ما قام به عبد العزيز آل سعود حين سمى المملكة السعودية
باسمه، وحولها جميعا إلى ضيعة لأسرته.. لكن موقف صلاح الدين الأيوبي كان أخطر،
ولهذا تمنى الصليبيون والصهاينة وكل أشرار العالم أن يعود من جديد.
فلو أن الملك عبد العزيز بدا له أن يقوم بدور صلاح الدين عند كتابته
لوصيته، فسيقسم مملكته التي قام بكل حروبه من أجل توسيعها بحسب عدد أولاده إلى ست
وثلاثين قطعة.. ثم تقسم بعد ذلك، وفي مرحلة لاحقة، وبعد ولادة الأحفاد وأولادهم
إلى مئات أو آلاف القطع، لأن عدد أمراء آل سعود في الفترة الحالية بلغ هذا العدد،
وهو يتزايد كل حين.
هكذا فعل صلاح
الدين الذي تتمنون عودته بالضبط.. وهذا ما ذكره مؤرخو الفرقة الناجية، لا الفرق
الهالكة؛ فاقرأوا ما يقوله أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (المتوفى:
774هـ)، فلاشك أنكم تعرفونه، وتعرفون ميوله الأموية؛ وتعرفون شدة بغضه للرافضة،
والفرق الهالكة؛ فقد قال يتحدث عن حكمة صلاح الدين الأيوبي في تقسيم مملكة الإسلام
على أولاده، وعدله بينهم: (وكان قد قسَّم البلاد بين أولاده، فالديار المصرية
لولده العزيز عماد الدين أبي الفتح، ودمشق وما حولها لولده الأفضل نور الدين علي،
وهم أكبر أولاده، والمملكة الحلبيّة لولده الظاهر غازي غياث الدين، ولأخيه العادل:
الكرك والشوبك وبلاد جعبر وبلدان كثيرة قاطع الفرات، وحماة ومعاملة أخرى معها
للملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر ابن أخي السلطان، وحمص والرحبة وغيرها لأسد
الدين بن شيركوه بن ناصر الدين بن محمد بن أسد الدين شيركوه الكبير، نجم الدين أخي
أبيه نجم الدين أيوب. واليمن بمعاقله ومخاليفه جميعه في قبضة السلطان ظهير الدين
سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، أخي السلطان صلاح الدين، وبعلبك وأعمالها للأمجد
بهرام شاه بن فروخ شاه،
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 20