responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 19

المَسجــد الأقصـَــى)، وتركه من يده فسقط الطفل على الأرض، فنظر الأب إلى الطفل فرأى الألم على وجهه فقال له: آلمتك السقطة، قال صلاح الدين: آلمتني! قال له أبوه: لِمَ لم تصرخ ؟ فقال: ما كان لمحرر الأقصى أن يصرخ)[1]

وهكذا يضعون على لسانه ما شاءت لهم أهواؤهم من أحاديث، وكأنهم يتحدثون عن صلاح آخر، ربما يكون من الملائكة، وليس ذلك الصلاح الذي تحدث عنه المؤرخون، وأجمعوا على جرائمه في سبيل تحقيق نزوة التسلط والملك.

4 ـ صلاح الدين.. وتقسيم البلاد الإسلامية:

لا بأس.. يمكنكم أن تدافعوا عن كل تلك الجرائم بما شئتم؛ فتذكروا ما تعودنا على سماعه من الخيارات التكتيكية والاستراتيجية، وأن الأمر مرتبط بالنواحي العسكرية، وأن ذلك البطل الذي حرر القدس يستحيل أن يحول دون تحرير غيرها.

لكن هل يمكنكم أن تفسروا لي ما قام به في آخر حياته؛ فهو لا يرتبط بخيارات عسكرية ولا سياسية..ولا بالتكتيك، ولا بالاستراتيجية.. وإنما يرتبط بالبلاد الإسلامية التي يتوهم الكثير أن صلاح الدين قضى كل حياته من أجل توحيدها.. ثم ختمها بتمزيقها.. لأنه وحّدها أصلا من أجل نفسه، وعند موته راح يقسمها كما تقسم التركات على أصحاب الفروض والعصبات.

لا تتعجبوا من ذلك.. فهو قد قام بما عجز عنه مؤسس الدولة السعودية الحالية [عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود]، والذي وزع الحكم على أولاده، بعد حكمه لأكثر من عشرين سنة، لكنه كان حكيما في توزيعه، فقد طلب منهم أن يتداولوا الحكم أخا بعد أخ.. لكن صلاح الدين لم يرضه هذا، وإنما راح يقطع بلاد الإسلام بين أولاده، ليملكوا جميعا،


[1] انظر مقالا بعنوان: صلاح الدين.. علمهم سماحة الإسلام، محمد عطية، موقع صدى البلد، 23/مايو/2017 ..

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست