وهذا ما ذكرته
كل المصادر لا ابن كثير وحده، وقد نقل أقوالهم الدكتور حسين مؤنس، ثم قال متأسفا: (قسَّم
صلاح الدين الامبراطورية ممالك بين أولاده وإخوته وأبناء أخويه، كأنها ضيعة
يملكها، لا وطناً عربيًّا إسلاميًّا ضخماً يملكه مواطنوه)[2]
5 ـ صلاح الدين.. والصراع بين البلاد الإسلامية:
ولم يتوقف الأمر عند ذلك التقسيم، بل دب الشقاق بين الملوك الجدد، وراح
كل واحد منهم يحلم بتوسيع مملكته، ليطبق ما فعله والده طول حياته.. وهو تحرير بلاد
الإسلام من المسلمين الذين لا يخضعون لحكمه.. وسالت دماء جديدة..وفرح الصليبيون
كثيرا، وامتد حكمهم طويلا.
لا تتصوروا أن الأمر كان مرتبطا بدويلة صغيرة، مثل قطر أو البحرين أو
الإمارات يمكن أن تتوحد في حال تقسيمها بطريقة ما.. الأمر أخطر من ذلك.. فصلاح
الدين لم يقسم الإمارات فقط، وإنما قسم سورية ولبنان وفلسطين والأردن ومصر واليمن وغيرها..
كلها قسمها قبل
سايكس بيكو، وإلى أجزاء أقل بكثير من تلك الأجزاء التي نلعن بسببها تقسيمات سايكس
بيكو.. وللأسف فإن الذين يلعنون سايكس بيكو هم أنفسهم الذين يترحمون ويترضون على
صلاح الدين، ويسألون الله أن يعيده من جديد، حتى تتحول بلاد الإسلام إلى قطع حلوى.
ولم يتوقف الأمر
عند ذلك الحد، بل صار من أهل تلك القطع الممزقة من بلاد الإسلام من يطالب بعودة
الصليبيين ليرحمهم من سيوف الأيوبيين، وصار من أولئك الأمراء من يتحالف مع
الصليبيين ليحمي ملكه من جشع إخوانه وبني عمومته.