اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 182
وإشبيلية.. وكان شهما، صارما،
داهية، ذبح جماعة من أعوان أبيه، وصادرهم، وعلا شأنه، ودانت له الأمم)[1]
وهذه من عجائب الذهبي وغيره من
المترجمين للأعلام، والذين لا يزنونهم بالموازين القرآنية، حيث أنه ذكر شهامته في
نفس الوقت الذي ذكر فيه ذبحه لجماعة من أعوان أبيه ومصادرته لأموالهم في سبيل
الوصول إلى الحكم.. ولست أدري كيف تجتمع الشهامة مع الذبح والسرقة.
ثم ذكر مبلغ العتو والاستكبار
الذي بلغه، والذي جعله يقتل ابنه، ويتفنن في قتل من يخاف منهم على ملكه، فقال:
(غرز خشبا في قصره، وعممها برؤوس كبار وملوك، وكانوا يشبهونه بالمنصور العباسي،
ورام ابنه إسماعيل اغتياله، فأخذه، وضرب عنقه، وعهد إلى ابنه المعتمد، وقيل: سمه
طاغية الفرنج في ثوب فاخر، أهداه له)
[2]
ثم ذكر بعض مظاهر عتوه مع عامة
الناس؛ فقال: (ومن جبروته وعتوه أنه أخذ مالا لأعمى، فحج وجاور بمكة، فبلغ المعتضد
أنه يدعو عليه، فندب رجلا أعطاه جملة دنانير مطلية بسم، فسار إلى مكة، وأوصله
الذهب، فقال: يظلمني بإشبيلية، ويصلني هنا!؟، ثم وضع منها دينارا في فمه كعادة
الأضراء، فمات من الغد.. وهرب منه مؤذن إلى طليطلة، فبقي يدعو عليه في السحر، فنفذ
من جاءه برأسه) [3]
ثم ذكر جمعه بين الاستبداد
والانحلال الخلقي، كما كان سائدا في ذلك الحين، والذي أصبحت فيه الخمر، وكأنها من
الطيبات لا من الخبائث، فقال: (وقد سكر ليلة، وخرج في الليل معه غلام، وسار
مخمورا، حتى وافى قرمونه، وصاحبها إسحاق البرزال،