اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 155
سيل الغنائم.
لكن ابن خلدون الذي ذكر هذا هو
نفسه الذي كان يشيد كل حين بما يسميه انتصارات المسلمين في الأندلس.. وهي انتصارات
وهمية، ليس الغرض منها إلا المزيد من القتل والدمار والغنائم، أما من الناحية
الاستراتيجية، فإنها لم تكن تحقق أي نتيجة، ذلك أنه سرعان ما ينهض السكان الأصليون
للأندلس من جديد ليستعيدوا ما سلب منهم، وليأخذوا الثأر من المسلمين أضعافا
مضاعفة.
ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره في
تاريخه بإعجاب كبير تحت عنوان [الخبر عن شأن الجهاد، وظهور السلطان أبي يوسف على النصارى
وقتل زعيمهم ذننه وما قارن ذلك][1]، وهو نص طويله مملوء بالجثث وروائح الدماء.. ولن أذكره جميعا هنا،
ولكني سأكتفي ببعض مشاهد بطولات هذا السلطان، وإحيائه لما سماه فريضة الجهاد.
وقد قدم لذلك بذكر ما حصل من ذل
للأندلسيين بعد عزهم القصير، فقال: (فكان للإسلام فيه اعتزاز على من جاورهم من أهل
الكفر، بطول دولة العرب من قريش ومضر واليمن، وكانت نهاية عزّهم وسورة غلبهم أيام
بني أمية بها، الطائرة الذكر الباسطة جناحها على العدوتين منذ ثلاث مئات من السنين
أو ما يقاربها، حتى انتثر سلكها بعد المائة الرابعة من الهجرة، وافترقت الجماعة
طوائف وفشلت ريح المسلمين وراء البحر بفناء دولة العرب) [2]
ثم ذكر كيف حاول البربر أن
يستعيدوا الانتصارات في الأندلس، والمقاتل العظيمة التي أصابوا بها سكان الأندلس
الأصليين، فقال: (واعتز البربر بالمغرب واستفحل شأنهم، وجاءت دولة المرابطين فجمعت
ما كان مفترقا بالمغرب من كلمة الإسلام. وتمسكوا بالسنّة