responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 153

ولم يقتصر الأمر على الفترة التي بدأوا فيها أعمالهم التحريرية، كما يذكرون، وإنما شمل كل الفترة التي تواجدوا فيها، وقد ذكر لنا المؤرخون المسلمون، لا المستشرقون الكثير من المشاهد الدالة على ذلك، والتي تقشعر لها الأبدان، ولكنهم يروونها بكل برودة، لأن القتلى فيها ليسوا مسلمين.

ولست أدري ما تصورهم للإسلام، ولرسالة الإسلام المملوءة بالرحمة والسماحة والعدالة، والتي حولوها بجرائمهم إلى رسالة للقتل والحرق والإبادة، ثم الفخر بعد ذلك أنهم يجاهدون في سبيل الله لإعلاء كلمة الله.

ولست أدري من يقبل كلمة الله، وهو يرى أهله أمامه بين قتيل وجريح، ويرى بناته وأطفاله سبايا، قد تحولوا إلى عبيد يباعون في الأسواق، هل يمكن لمن يرى ذلك أن يقتنع بكلمة الله؟

ولذلك ذكرنا أن أولئك المستبدين أصحاب الملك العضوض، لم يفعلوا ـ بما سموه فتوحا ـ سوى أن ملأوا قلوب أهل الأرض أحقادا على المسلمين والإسلام، وذلك ما ترجم بعد ذلك بالحروب الصليبية ومحاكم التفتيش والاستعمار وغيرها.

ونحن وإن كنا نلوم الغرب في ذلك، إلا أننا نلوم كذلك المسلمين لكونهم ارتكبوا نفس الجرائم، وباسم الإسلام للأسف، والإسلام منهم بريء.. ولذلك كان ما فعله المستعمرون من الناحية المعنوية أقل خطرا مما فعله من يسمون أنفسهم فاتحين، ذلك لأن المستعمر لم يستعمل الدين في جرائمه، بينما ذلك الذي يدعي الفتح استعمل الدين، وراح يضرب به خصومه، ويفخر به عليهم.

ومثلما ذكرنا بعض نماذج السلب والنهب، سنذكر هنا نماذج عن الشدة والعنف، ومن أزمنة متفرقة تصور بعض ما حصل للسكان الأصليين للأندلس بسبب من يدعون أنهم جاءوا لتحريرهم ودعوتهم للإسلام.

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست