اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 152
وإلى عبد الله
بن سعد بن أبي سرح، وإلى سعيد بن العاص، وإلى عمرو بن العاص بن وائل السهمي، وإلى
عبد الله بن عامر، فجمعهم ليشاورهم في أمره وما طلب إليه، وما بلغه عنهم، فلما
اجتمعوا عنده قال لهم: إن لكل امرئ وزراء ونصحاء، وإنكم وزرائي ونصحائي وأهل ثقتي،
وقد صنع الناس ما قد رأيتم، وطلبوا إلي أن أعزل عمالي، وأن أرجع عن جميع ما يكرهون
إلى ما يحبون، فاجتهدوا رأيكم، وأشيروا علي، فقال له عبد الله بن عامر: رأيي لك يا
أمير المؤمنين أن تأمرهم بجهاد يشغلهم عنك، وأن تجمرهم في المغازي حتى يذلوا لك
فلا يكون همة أحدهم إلا نفسه، وما هو فيه من دبرة دابته، وقمل فروه)[1]
إلى آخر القصة.
هذا ما ورد في أغراض تلك الفتوح،
ولست أدري هل يمكن من الناحية الشرعية أن نسمي فتوحا؟.. وهل يمكن اعتبار بيع أولئك
الأحرار الذين استنجدوا بالمسلمين في أسواق النخاسة شهامة وإنسانية؟.. وهل يمكنهم
أن يقتنعوا بالإسلام، والواحد منهم ـ كما قال الذهبي ـ يباع مع امرأته وأولاده
بخمسين درهما؟
أرجو أن نسأل عقولنا لنعرف
الحقيقة، ونشهد لله بها.. ذلك أن الكثير يصور أن ما حصل في الأندلس كان فتحا
عظيما، وأن المشكلة لم تبدأ مع الفاتحين، وإنما بدأت مع ملوك الطوائف، والأمر ليس
كذلك.. فلو كانت البداية طيبة، وفي سبيل الله، لما كانت النهاية كذلك.
2 ـ الفاتحون.. والشدة والعنف:
لم يكتف من يسمون أنفسهم فاتحين،
أو قادتهم على الأقل، بما سلبوه ونهبوه من أموال وأراض، وغيرها، وإنما راحو
يستعملون كل الوسائل التي تمكنوا منها للقضاء على ذلك الشعب الذي جاءوا لتحريره.