وقد عاصر هذه الأحداث الأليمة
الإمام الهادي، ووقف في وجهها حاضا مواليه على الزيارة، مبينا أهميتها وضرورتها،
وقد كان يقول لهم: (علامات المؤمن خمس: صلاة الإحدى والخمسين، وزيارة الأربعين،
والتختم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم)[2]
ولم يكتف بكل ذلك، بل راح يستعمل
كل وسائل التضييق على الأحياء من أهل بيت النبوة، وخصوصا من تعلق الناس بهم، ومن
الأمثلة على ذلك ما قام به من إيذاء وتضييق على الإمام علي الهادي، بالإضافة إلى
قتله الكثير منهم من أمثال محمد بن صالح بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن
بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن بن جعفر بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين
بن أبي طالب، والقاسم بن عبدالله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،
وعبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وغيرهم من
الذين ذكرهم الأصفهاني في مقاتل الطالبيين.
وقد ذكر الأصفهاني بعض ما حصل
لمن لم يقتله منهم، فقال: (واستعمل على المدينة ومكة عمر بن الفرج الرخجي فمنع آل
أبي طالب من التعرض لمسألة الناس، ومنع الناس من البـر بهم، وكان لا يبلغه أن أحدا
أبر أحدا منهم بشيء وإن قل إلا أنهكه عقوبة وأثقله غرما، حتى كان القميص يكون بين
جماعة من العلويات يصلين فيه واحدة بعد واحدة ثم يرقعنه ويجلسن على معازلهن عواري
حواسـر، إلى أن قتـل المتوكل، فعطـف المنتصر عليهـم وأحسن لهم)[3]