اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 121
911هـ) بعد ذكره للحادثة:
(فتألم المسلمون من ذلك، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد، وهجاه
الشعراء، فمما قيل في ذلك[1]:
بالله إن كانت أميةُ قد أتَتْ
قتلَ ابن بنت نبيِّهَا مظلومَا
فلقد أتاهُ بنو أبيه بمثله
هذا لعمري قبرُه مهدوما
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا
في قتلهِ فَتَتَّبعُوهُ رميما
لكن مع ذلك، ومع كل تلك التحذيرات والجرائم، ظل المسلمون يزورون
القبر الشريف، وكل ما أحاط حوله من مشاهد، ويتحدونه على الرغم من المآسي الكبيرة
التي حصلت لهم بسبب ذلك، وقد ذكر الطوسي ذلك، فقال في أماليه: (بلغ المتوكل جعفر
بن المعتصم أن أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين، فيصير إلى قبره
منهم خلق كثير، فأنفذ قائداً من قواده، وضم إليه كتفاً من الجند كثيراً، ليشعب قبر
الحسين، ويمنع الناس من زيارته والإجتماع إلى قبره، فخرج القائد إلى الطف وعمل بما
أمر، وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين، فثار أهل السواد به، واجتمعوا عليه وقالوا:
لوقتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منا عن زيارته، ورأوا من الدلائل ما حملهم على
ما صنعوا، فكتب بالأمر إلى الحضرة، فورد كتاب المتوكل إلى القائد بالكف عنهم
والمسير إلى الكوفة، مظهراً أن مسيره إليها في مصالح أهلها، والإنكفاء إلى المصر! فمضى
الأمر على ذلك حتى كانت سنة سبع وأربعين، فبلغ المتوكل أيضاً مصير الناس من أهل
السواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين، وأنه قد كثر جمعهم كذلك وصار لهم
سوق كبير، فأنفذ قائداً في جمع كثير من الجند، وأمر منادياً ينادي ببراءة الذمة
ممن زار قبر الحسين، ونَبَشَ القبر وحرث أرضه، وانقطع الناس عن الزيارة. وعمل على
تتبع آل أبي طالب والشيعة رضي الله عنهم، فقتل ولم