اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 120
فأسرعت الرجوع، وبعثت إليه
بجارية من جواريها كان يألفها فقال لها: أين كنتم؟ قالت: خرجت مولاتي إلى الحج
وأخرجتنا معها وكان ذلك في شعبان، فقال: إلى أين حججتم في شعبان؟ قالت: إلى قبر
الحسين. فاستطير غضباً وأمر بمولاتها فحبست، واستصفى أملاكها) [1]
وذكر جرائمه في حق المقام، فقال:
(وبعث برجل من أصحابه يقال له: الديزج وكان يهودياً فأسلم، إلى قبر الحسين وأمره
بكرب قبره ومحوه، وإخراب كل ما حوله، فمضى ذلك وخرب ما حوله وهدم البناء وكرب ما
حوله، نحومائتي جريب، فلما بلغ إلى قبره لم يتقدم إليه أحد، فأحضر قوماً من اليهود
فكربوه! وأجرى الماء حوله، ووكل به مسالح بين كل مسلحتين ميل، لا يزوره زائر إلا
أخذوه ووجهوا به إليه) [2]
وذكر الطبري (المتوفى: 310هـ)
هذه الجريمة البشعة، فقال: (ذكر خبر هدم قبر الحسين بن علي: وفيها (سنة
٢٣٦) أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي، وهدم ما حوله من
المنازل والدور، وأن يحرث ويبذر ويسقى موضع قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه. فذُكر
أن عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية: من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى
المطبق [سجن مظلم تحت الأرض]، فهرب الناس، وامتنعوا من المصير إليه، وحُرث ذلك
الموضع، وزُرع ما حواليه) [3]
وقد اتفق على ذم هذه الفعلة
الشنيعة كل المسلمين ما عدا الطائفة الوهابية، التي أثنت على المتوكل بسبب هذه
الجريمة وغيرها، واعتبروه ناصرا للسنة، وهو على خلاف ما ذهب إليه أهل السنة أنفسهم
في ذلك العصر وبعده، فقد قال جلال الدين السيوطي (المتوفى: