اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 119
السند المسلسل
بأهل البيت؛ هم ثقات أثبات عند أهل الحديث؛ متقدميهم ومتأخريهم؛ ولكنهم قللوا من
الرواية عنهم بسبب الضغوط السياسية الناصبية؛ وقد بدأت المرحلة الأولى الشفوية في
عهد معاوية.. ولو أن علماء السنة والشيعة؛ سلموا من السياسات الفاصلة بينهما؛
لكانوا إلى اليوم مذهباً واحداً؛ ولما شاعت الأحاديث الضعيفة والخرافات والتباعد؛
فالأثر السياسي كان كبيراً جداً على الثقافة وأهل الحديث والرواية؛ من جميع
المذاهب؛ وإلا؛ فالأصل؛ أن المسلمين مذهبهم واحد؛ هو الإسلام)[1]
وهكذا، فإن الحقد الذي امتلأ به
صدر المتوكل لآل بيت النبوة، جعله لا يكتفي بالقتل، وإنما ذهب لقبورهم يهدمها،
ويسويها بالأرض، مثلما تفعل شيعته من السلفية تماما، يقول أبو الفرج الأصفهاني
(المتوفى: 356هـ) في كتابه [مقاتل الطالبيين]، مصورا بعض ما حصل من ذلك: (كان
المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظاً على جماعتهم، مهتماً بأمورهم، شديد
الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظن والتهمة لهم، واتفق له أن عبيد الله بن يحيى بن
خاقان وزيره، يسئ الرأي فيهم، فحسَّن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهم ما لم
يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، وكان من ذلك أن كَرَبَ قبر الحسين وعَفَّى
آثاره، ووضع على سائر الطرق مسالح له، لا يجدون أحداً زاره إلا أتوه به، فقتله،
أوأنهكه عقوبة)[2]
وذكر سبب ذلك، وهو يشير إلى مدى
انحرافه الأخلاقي، بالإضافة لانحرافه الديني، فقال: (حدثني أحمد بن الجعد الوشاء
وقد شاهد ذلك، قال: كان السبب في كرب قبر الحسين أن بعض المغنيات كانت تبعث
بجواريها إليه قبل الخلافة يغنين له إذا شرب، فلما وليها بعث إلى تلك المغنية فعرف
أنها غائبة، وكانت قد زارت قبر الحسين، وبلغها خبره،