اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 118
وهكذا فعل مع بعض المحدثين لأنه
روى حديثا في فضل أئمة أهل البيت، وكاد يقتله لولا أن تدخل بعضهم؛ فشفع له، قال
الخطيب البغدادي بعد أن روى قول رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم (أخذ بيد الحسن والحسين، وقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما
كان معي في درجتي يوم القيامة)[1]: (قال أبو عبد الرحمن عبد الله: لما حدث بهذا الحديث نصر بن علي،
أمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له: هذا الرجل من
أهل السنة، ولم يزل به حتى تركه، وكان له أرزاق فوفرها عليه موسى)[2]
والعجيب أن الخطيب البغدادي في
تعليقه على الحادثة، معتذرا عن ضرب المتوكل له، قال: (قلت: إنما أمر المتوكل بضربه
لأنه ظنه رافضيا، فلما علم أنه من أهل السنة تركه) [3]، أي أنه لو فعل ذلك مع الشيعة لكان فعلا مشروعا، بل مستحبا، بل
واجبا.
وهذه الحادثة
تشير إلى ذلك التضييق الذي مارسه المتوكل في حق الورايات المرتبطة بأهل بيت
النبوة، في نفس الوقت الذي فتح فيه المجال لروايات التشبيه والتجسيم والخرافة، وقد
قال الشيخ حسن بن فرحان المالكي يذكر ذلك: (كان أثر المتوكل واضحاً في هجر أحاديث
أهل البيت؛ فعصر المتوكل نقطة تحول في الافتراق بين السنة والشيعة بسبب عصبية
السياسة؛ لا بسبب المذهبين؛ ودراسة عصر المتوكل سيجيب على الأسئلة الكبيرة؛ مثل:
لماذا أهل الحديث تركوا أحاديث أهل البيت؟ لماذا افترقت رواية السنة والشيعة؟
وغيرها) [4]
وبعد أن ذكر مدى
صحة ذلك الحديث الذي ضرب بسببه محمد بن نصر قال: (وهذا
[1]
رواه أحمد 1/ 77 ورواه في فضائل الصحابة، 2/ 693..