اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 117
طالب خير منك ومن ابنيك)، فقال
المتوكل للأتراك: (سلو لسانه من قفاه)، ففعلوا، فمات[1].
وقال ياقوت
الحموي يذكر الحادثة، وينتصر للمتوكل: (وكان يعقوب يتشيع، فأمر المتوكل الأتراك
فسلوا لسانه وداسوا بطنه وحمل إلى بيته فعاش يوما وبعض آخر)[2]
وللأسف فإن الذين يبالغون في
محنة الإمام أحمد، يتغاضون عن محنة ابن السكيت، مع كونه تعرض لأضعاف الأذى الذي
تعرض له الإمام أحمد، وكونه كذلك لا يقل عن الإمام أحمد في الخدمات العلمية الكبرى
التي قدمها للأمة[3]، ولكن ازدواجية المعايير هي الحاكمة في المتعلقين بالمجد المزيف.
والمشهد الذي نقلناه عن المؤرخين
في قتل ابن السكيت لا تقتصر العبرة فيه فقط على قتل المتعلقين بأهل بيت النبوة،
فما أكثر من فعل ذلك من أهل الملك العضوض، ولكن العبرة فيه في التفنن في طريقة
القتل، وهو ما يشجعه التيار السلفي خصوصا، حتى يشفي غليله وأحقاده، والتدين العدواني
الذي ورثه من أسلافه.
ولهذا نجدهم عند حديثهم عن
المخالفين لا يكتفون بالتحريض على قتلهم، وإنما يضيفون إليه الكيفية البشعة لذلك،
كما روى ابن تيمة بسنده عن ابن خزيمة قوله: (من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى
فوق سبع سمواته، فهو كافر به، حلال الدم يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه، وألقى
على بعض المزابل)[4]