اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 112
الثوب الظاهر الذي عليه، وأن
تكون إحدى الرقعتين بين يديه عند صدره والأخرى منهما خلف ظهره، وتكون كل واحدة من
الرقعتين قدر أربع أصابع ولونهما عسليا. ومن لبس منهم عمامة فكذلك يكون لونها لون
العسلي، ومن خرج من نسائهم، فبرزت فلا تبرز إلا في إزار عسلي، وأمر بأخذ مماليكهم
بلبس الزنانير، وبمنعهم لبس المناطق)
[1]
ولم يكتف بكل هذه القوانين
المنافية لكل القيم الأخلاقية، بل ذكر الطبري أنه راح يهدم كنائسهم، ويفرض عليهم
غرامات كثيرة تنوء بها ظهورهم، فقال: (وأمر بهدم بيعهم المحدثة، وبأخذ العشر من
منازلهم، وإذا كان الموضع واسعا صُّير مسجدا، وإن كان لا يصلح أن يكون مسجدا صير
فضاء، وأمر أن يجعل على أبواب دورهم صور شياطين من خشب مسمورة، تفريقا بين منازلهم
وبين منازل المسلمين، ونهى ان يستعان بهم في الدواوين وأعمال السلطان التي يجري
أحكامهم فيها على المسلمين، ونهى أن يتعلم أولادهم في كتاتيب المسلمين، ولا يعلمهم
مسلم، ونهى أن يظهروا في شعانينهم صليبا وأن يشمعلوا في الطريق، وأمر بتسوية
قبورهم مع الأرض لئلا تشبه قبور المسلمين)[2]
ولم يكتف بكل تلك الإجراءات
التعسفية، بل إنه أمر في عام 239 هـ ـ كما يذكر الطبري ـ (بأخذ أهل الذمة بلبس
دراعتين عسليتين على الأقبية والدراريع في المحرم منها، ثم أمر.. بالاقتصار في
مراكبهم على ركوب البغال والحمر دون الخيل والبراذين) [3]
وذكر في أحداث عام 242 هـ أنه:
(قتل عطاردا، رجلا كان نصرانيا، فأسلم فمكث مسلما سنين كثيرة ثم ارتد، فاستتيب
فأبى الرجوع الى الإسلام، فضربت عنقه لليلتين خلتا