وهذا ما يبين المصادر التي تأخذ
منها الجماعات الإرهابية أعمالها الإجرامية، ذلك أن المتوكل عندهم هو ناصر السنة،
وهو الذي أثنى عليه ابن تيمية وابن القيم وجميع سلفهم وخلفهم، ولذلك صار قيامه
بالحرق سنة متبعة.
ولم ينج من جرائم المتوكل عامة
النصاري ولا خاصتهم، فقد ذكر الطبري أن الطبيب النصراني المشهور بختيشوع نال حظه
من إضطهاد المتوكل، فقد ذكر في أحداث عام 244 هـ أن المتوكل (غضب على بختيشوع،
وقبض ماله، ونفاه إلى البحرين)[2]، وذكر أن أعرابيا حينها راح يشمت بالطبيب، ويمدح المتوكل قائلا:
يا
سخطة جاءت على مقدار
ثار
له الليث على اقتدار
منه
وبختيشوع في اغترار
لما
سعى بالسادة الأقمار
بالأمراء
القادة الأبرار
ولاة
عهد السيد المختار
وبالموالي
وبني الأحرار
رمى
به في موحش القفار
بساحل البحرين
للصغار
ولم يكتف بما فعله به في تلك السنة،
بل أضاف إليه بتشجيع من المحيطين به، عام 245 هـ ما ذكره الطبري بقوله: (ضُرب
بختيشوع المتطبب مائة وخمسين مقرعة وأثقل بالحديد وحبس في المطبق في رجب) [3]
هذه بعض مظاهر التشويه التي قام
بها المتوكل لصرف غير المسلمين عن الإسلام في البلاد الإسلامية، أما ما فعله
خارجها، فلا يقل عما فعله هارون وغيره من المستبدين، الذين