responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 111

صبيحتها عن يوم القيامة، وأول ليلة يخلو المرء في قبره بعمله)[1]

وذكر أن المتوكل حين سمع هذه النصيحة بكى إلى أن غشي عليه، ثم طلب الرجل فلم يوجد، وكان الأصل ـ إذا أراد أن يطبق حقيقة تلك النصيحة ـ أن ينظر في أهل الذمة[2]؛ فيحسن إلى محسنهم، ويعدل مع مسيئهم، لكن القرار الذي اتخذه حين أفاق من غشيته بعد بكائه الطويل هو ما عبر عنه ابن القيم مثنيا عليه بقوله: (فخرج أمره بلبس النصارى واليهود الثياب العسلية، وألا يُمكنوا من لبس الثياب لئلا يتشبهوا بالمسلمين، ولتكن ركبهم خشبا، وأن تهدم بيعهم المستجدة، وأن تطبق عليهم الجزية، ولا يفسح لهم في دخول حمامات المسلمين، وأن يفرد لهم حمامات خدمها ذمة، ولا يستخدموا مسلما في حوائجهم لنفوسهم، وأفرد لهم من يحتسب عليهم) [3]

وما ذكره ابن القيم باختصار، ذكره الطبري بتفصيل في مواضع من تاريخه، وسنذكرها لنرى مدى الظلم الذي عامل به المتوكل من أمرنا بتأليف قلوبهم، وإعطائهم صورة جميلة عن الإسلام، ترغبهم فيه، ولا تنفرهم منه.

ومن ذلك ما ذكره في أحداث عام 235 هـ ـ وللتذكير، فإن عمر المتوكل حينذاك كان لا يتجاوز الثلاثة سنة ـ حيث قال: (وفي هذه السنة أمر المتوكل بأخذ النصارى وأهل الذمة كلهم بلبس الطيالسة العسلية والزنانير وركوب السروج بركب الخشب، وبتصيير كرتين على مؤخر السروج وبتصيير زرين على قلانس من لبس منهم قلنسوة مخالفة لون القلنسوة التي يلبسها المسلمون، وبتصيير رقعتين على ما ظهر من لباس مماليكهم مخالف لونهما لون


[1] المرجع السابق، (1/ 471)

[2] سميناهم بهذه التسمية بناء على العرف الجاري في ذلك الحين، وإلا فإن الإسلام يعتبرهم مواطنين عاديين كسائر الناس، فلا فرق بين مسلم في الدولة الإسلامية المحمدية الأصيلة، وبين غيره.

[3] المرجع السابق،(1/ 471)

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست