قلت: للفقهاء تفاصيل واختلافات كثيرة فيها، ولكنهم يتفقون على تحريم
لحم الخنزير، وتحريم الميتة، والدم، وهناك خلاف طفيف في الجوارح..
قال: أتدري لم حرمت هذه الأنواع؟
قلت: لكونها من الخبائث.. والخبائث ترادف النجاسات.
قال: فهذه المأكولات محلات ملائمة للعلل، فلذلك اقتضت الحمية
تحريمها.
رأيت كثيرا من الناس يجتمعون حول بعض الأطباء، فسألت المعلم عنهم
فقال: هؤلاء أطباء ينبهون إلى المخاطر التي تحوي عليها الخبائث، وهم بذلك ينصرون
ما وردت به الشريعة من تحريم هذه الخبائث.
قلت: أفلا يكتفي الناس بما ورد في النصوص من تحريمها؟
قال: العبودية تقتضي التسليم لله، ولكن الطمأنينة تقتضي مثل هذه
التفاصيل، ألم تر كيف أن إبراهيم u سأل
الله أن يريه كيف يحيي الموتى مع أنه مؤمن بإحياء الله للموتى.
قلت: وعندما قال الله له:﴿
أو لَمْ تُؤْمِن﴾(البقرة:260) قال:﴿ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي﴾(البقرة:260)
قال: فكذلك هؤلاء الأطباء يملأون القلوب طمأنينة بما فتح الله عليهم
من الكشوف، ألم يعد الله بهذه الكشوف؟