تفاصيلها، وسيكون الزمن مرآة لتجليها، ألم تسمع ما قال ابن مسعود في
قوله تعالى:﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ
ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾(المائدة:105)
قلت: بلى، فقد كان عبد اللّه بن مسعود جالسا، فكان بين رجلين بعض ما
يكون بين الناس، حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه فقال رجل من جلساء عبد اللّه:
ألا أقوم فآمرهما بالمعروف وأنهاهما عن المنكر، فقال آخر إلى جنبه: عليك بنفسك،
فإن اللّه يقول:﴿ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ الآية، فسمعها ابن مسعود
، فقال: مه لم يجيء تأويل هذه بعد، إن القرآن أنزل حيث أنزل، ومنه آي قد مضى
تأويلهن قبل أن ينزلن، ومنه آي قد وقع تأويلهن على عهد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ومنه آي قد وقع تأويلهن بعد النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بيسير، ومنه آي يقع تأويلهن بعد اليوم،
ومنه أي تأويلهن عند الساعة وما ذكر من الساعة، ومنه آي يقع تأويلهن يوم الحساب ما
ذكر من الحساب والجنة والنار فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا
شيعاً، ولم يذق بعضكم بأس بعض، فأمروا وانهوا، وإذا اختلفت القلوب والأهواء
وألبستم شيعاً، وذاق بعضكم بأس بعض فامرؤ ونفسه، وعند ذلك جاءنا تأويل هذه الآية)[1]
تحريم الخنزير:
رأيت
رجلا، وقد علق صورة خنزير، وعليها إشارة تحذير، وهويقول: لقد أكد القرآن الكريم
تحريم الخنزير في أربعة
مواضع[2] من باب التأكيد على تشديد
تحريمه، أتدرون لماذا؟
أردت
أن أجيب، فقاطعني قائلا: كيف تجيب؟.. هذا اختصاصي[3].. إن لحم الخنزير