ولهذا أخبر a أنه ربما جرت الفأرة فتيل السراج الزيتي، فيحرق الطرف المشتعل من الفتيل البيت.
ثم انصرف عني من غير أن ينتظر جزاء ولا شكورا.
قال المعلم: ومن هذا الباب نهيه a عن تعريض النفس للخطر، فقد قال a:( من بات على ظهر بيت ليس عليه حجاب، فقد برئت منه الذمة)[1]
قلت: لقد ذكرتني، فإني أعرف بعض أقاربي نام على سطح البيت هربا من الحر، فنهض ليقضي حاجته، فسقط سقوطا مريعا لا يزال إلى الآن يعاني ويلاته.
قال: لقد رأيت شرفات عماراتكم العالية، وما تحوي من مخاطر، ثم لا تفكرون في طريقة تدرؤون بها الخطر.
قلت: يا معلم.. لقد ترك قومي تلك الشرفات بدون حماية عمدا.
قال: ما منافع ذلك؟
قلت: لييسروا لمن يريد الانتحار أيسر السبل للانتحار.. فليس عليه سوى أن يرمي نفسه من نافذته أو شرفته ليجد نفسه مع أهل القبور.
قال: فكيف تبحثون عن علاج الانتحار، وأنتم توفرون أسبابه؟
^^^
داخل الحصن رأيت مرشدا يرشد الناس إلى الدخول إلى قاعتين تتم فيهما توعية المرضى والأصحاء بما يجب فعله لحماية أجسادهم من العلل.
قلت للمعلم: ما بال هذا المرشد يحاول أن يقهر الناس على الدخول إلى هاتين القاعتين؟
[1] البخاري في الأدب.