قال: لئلا يمرضوا.. ألم تسمع قوله a وهو ينبه إلى الإسعافات التي يلزم
اتخاذها لتجنب أسباب الهلكة عند النوم؟
قلت: أتقصد قوله a:(أغلقوا
أبوابكم، وخمروا آنيتكم، وأطفئوا سرجكم وأوكئوا أسقيتكم؛ فإن الشيطان لا يفتح بابا
مغلقا، ولا يكشف غطاء، ولا يحل وكاء، وإن الفويسقة تضرم البيت على أهله)[1]
قال: أجل، فإن النوم من المواطن التي قد يغار فيها على الإنسان من
غير أن يشعر، ولهذا نبه a من
أراد النوم إلى أخذ احتياطاته كاملة توقيا لأسباب الهلكة، وقد جمع هذا الحديث
الكثير منها.
ربت على كتفي من غير شعور مني شخص، وقال لي بهمس، وكأنه يسر لي شيئا:
في هذا الحديث الكثير من الأوامر المرتبطة بالوقاية:
ففي الأمر بإغلاق البيوت حماية لها من كل لص أو حيوان مفترس أو حيوان
مؤذ أو كلب أو مصاب.
وفي الأمر بتخمير الآنية حماية لها من الغبار ونحوه.
وفي الأمر بإطفاء السرج حماية للبيت من خطر الحرائق، فقد يتطاير شرر
في النار يؤدي إلى حريق البيت وإذية من فيهن، وقد ينتشر من النار غاز أوكسيد الفحم
بكمية تؤدي إلى تسمم من في البيت[2].
[2] وتبقى هذه الوصية نافذة بالنسبة للمدافئ المنزلية التي تعمل
بالمازوت أو الغاز أو الكهرباء، بسبب المخاطر التي قد يؤدي إلهيا العوارض التي
يمكن أن تطرأ على تلك الآلات وسير العمل فيها.