قال: ما غرض عدوك منك.. أو ماذا يفعل بك لووجد فيك غفلة؟
قلت: يقتلني أو يأسرني.
قال: فكذلك هناك أعداء أخفياء يتربصون بك.. فإن ظفروا بك قتلوك وإلا
جعلوك حبيس الفراش.
قلت: فتشرع مجاهدتهم كما يجاهد الأعداء؟
قال: أجل.. بل تجب مجاهدتهم.. ويعبد الله بمجاهدتهم.
قلت: إن ما ذكرته جميل.. ولكنه قريب من القياس.. وأنت تعلم بغضي
للقياس.
قال: تريد نصوصا صريحة.
قلت: لا شكا فيما ذكرت.. ولكن ليطمئن قلبي.
قال: ألم تسمع قوله a:(إذا
سافرتم في الخصب، فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها
السير، وإذا عرستم بالليل فاجتنبوا الطريق، فإنها طرق الدواب، ومأوى الهوام
بالليل)[1]
قلت: لقد نبه a في
هذا الحديث إلى أخذ الحذر في الطريق.
قال: ومن ذلك نهيه a عن
الوحدة، وهي (أن يبيت الرجل وحده، أو يسافر وحده)[2]
قلت: وما الخطر في هذا؟
قال: قد يتعرض الإنسان أثناء نومه أو سفره لأي علة، فيحتاج لمن يقف
معه فيها.
قلت: أجل.. فكثير من الأمراض تستدعي حضور المريض في وسط يكون فيه
الناس ليمدونه بالإسعافات اللازمة.
قال: في هذه الحصون قسم خاص بتعليم هذه الإسعافات.. وهي لا تشمل
إسعاف