الحصن الثالث: وهو حصن القوة، وقد تناولت فيه كل حاجات الجسد التي تساهم
في قوته والحفاظ عليه كالتغذية والرياضة والراحة .. وقد حاولت أن أبين فيه مدى
حاجة الجسم إليها جميعا، ومدى العبودية التي يتحقق بها الإنسان حين يلبي هذه
الحاجات، وفق ما تقتضيه آداب الشريعة وقوانين الصحة.
الحصن الرابع: وهو حصن التواصل، وتناولت فيه المنافذ التي جعلها الله
للجسد للتواصل مع العالم، من السمع والبصر والشم والذوق واللمس والاستبصار..
وكيفية الاستفادة منها في تحقيق العافية، وفي التواصل السلمي مع العالم.
وقد قاد هذه الرحلة ـ كما قاد الكثير من رسائل السلام ـ معلم السلام الذي
رحل بالمؤلف إلى الحصون التي أنشأها أهل مدائن السلام للتدريب على العافية.
وقد لقي المؤلف في رحلته هذه الكثير من العلماء والخبراء .. ورأى الكثير
من الأشياء العجيبة التي جعلته يحتقر ما رآه بين قومه مما كان يفخر به.
وهي تنتقد الكثير من الظواهر السلبية التي تتلاعب بالجسد والصحة في سبيل
أغراض خسيسة.. وتنتقد سكوت الفقهاء على ذلك مع كونهم مطالبين بالإنكار على المنكر
جملة وتفصيلا..
وهي تدعو الجميع ـ من الخبراء والفقهاء ـ إلى بذل كل الجهود لمقاومة تجار
المدنية الحديثة الذين يتلاعبون بجسد الإنسان لإرضاء الشيطان الذي أخبر أنه سيبذل
كل جهوده لتغيير خلق الله، كما قال تعالى: ﴿ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا
إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ
لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ
وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ
خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ
خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ﴾ (النساء: 117 – 119)