responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 10

البداية

بعد عودتي من مستشفى السلام، وامتلاء قلبي بتلك المعاني السامية التي استفدتها من معلمي ومن أطباء ذلك المستشفى الممتلئ بكل المعاني المقدسة، كما حكيت لكم قصة ذلك في (ابتسامة الأنين) صرت لا أفرق بين البلاء والعافية.. بل صار البلاء في ذهني لا يختلف عن أي نعمة من النعم التي ينعم الله بها على عباده..

وقد جعلني ذلك أقصر كثيرا في مداراة بدني بما يطلبه مني من حاجاته.. بل صرت أنظر إليه كما أنظر إلى الخرقة البالية التي أود التخلص منها لألبس بدلها لباسي الحقيقي الذي ينتظرني في دار الخلود..

ولم أكتف بذلك، بل رحت أشيع ذلك بين الناس، وأنا أصيح فيهم كل حين بقول الشاعر:

يا خادمَ الجسم كم تشقى بِخدمته

أتطلب الربح فيما فيه خسران

أقبل على النفس واستكمل فضائلها

فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

لكني .. وفي غمرة حماستي للمعاني التي تلقيتها في مستشفى السلام جاءني معلمي، وهو يقول: تعال معي إلى حصون العافية.. لتعيد لنفسك توازنها.. فلا يصح للروح أن تجور على الطين.. كما لا يصح للطين أن ينحرف بالروح.

قلت: لم أفهم..

قال: لقد تعلمت في مستشفى السلام كيف تداوي روحك التي جرحتها آلام جسدك.. وستتعلم في حصون العافية كيف تحفظ جسدك، لتستطيع روحك أن تؤدي رسالتها على هذه الأرض.

قلت: لم أفهم.

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست