responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11

قال: سر معي.. وستفهم.. فلن يفهم إلا من سار.

سرت مع معلمي مسافات طويلة.. لست أدري هل كانت في قريتي التي نشأت فيها، أم في قرية أخرى.. بل لست أدري هل كنت حينها على الأرض، أم كنت خارجها.. فقد كنت أرى أشياء كثيرة لم أرها في حياتي قط، ولا أحسب أن مثلها موجود على الأرض.

فجأة لاحت لنا حصون بديعة.. فسألت المعلم عنها، فقال: هذه حصونك.. فادخلها ..

قلت: ما تعني؟

قال: كما جعل الله لروحك حصونا تحفظها من الغفلة والتشتت والضلال، فقد جعل لطينك حصونا تحفظها من الآلام والأمراض والأسقام.

قلت: تقصد حصون العافية؟

قال: أجل .. فللعافية أسبابها، كما للبلاء أسبابه.

قلت: ولكني تعلمت في رحلتي السابقة أن أسكن للبلاء.. لا أن أواجهه.

قال: وستتعلم في رحلتك هذه كيف تتقي البلاء، وتتحصن منه.

قلت: أتريد أن تنسخ ما كنت قد علمتني إياه.

قال: لا .. فرق بين أن ينزل بك البلاء، وبين أن تنزل بنفسك البلاء.. فالله كما يجازيك على صبرك على البلاء، يحاسبك على تعريض نفسك له.

قلت: لم أفهم .. ما الذي تقصد؟

قال: إن الله خلق لك جسدك، وهو أمانة أعارك إياها لتؤدي وظيفتك، فلا يحق لك التقصير فيها.. فإن قصرت حوسبت.. ألم تسمع قوله a : (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه)[1]


[1] رواه الترمذي.

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست