رأيت لافتة مكتوبا عليها بحروف من نور قوله a: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)[1]
قلت للمعلم: ينبهنا a
بهذا إلى أخذ احتياطاتنا التي نتقي بها مضار العدوى من الجذام.
قال: ليس ذلك فقط.. بل هو في مفهومه الشامل ينبهنا إلى أخذ
احتياطاتنا الوقائية من كل العلل[2]، فلا فرق في العلل بين الجذام
وغيره.
قلت: نحن نعبر عن هذا في عصرنا بالوقاية.
قال: وكذلك في هذا المستشفى، وقد استنبطوا ذلك من قوله a:(إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم،
ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه)[3]، ففي قوله a:(ومن يتق الشر يوقه) في معرض الحديث عن
دور المجاهدة والسعي في تحصيل العلم والحلم دليل على أن مفاتيح الصحة والعافية بيد
الإنسان، فيمكنه أن يتقي العلل أو مضار العلل بالسعي والاجتهاد.
قلت: أهذا الباب يدخله الأصحاء فقط؟
قال: لا.. يدخله المرضى أيضا.. بل إن المريض أو لى بالدخول في هذا
الباب، فحرصه
1. أثر الإسلام وتعاليمه فى الحفاظ على صحة الفرد والمجتمع، للدكتور أحمد
شوقي الفنجري، الكويت.
2. فـقـــه الصحـــة، الدكتور محمد هيثم الخياط، محاضرة ألقاها في
المؤتمر الرابع للطب الإسلامي الذي عقد في كرا تشي سنة 1405 للهجرة [1984
للميلاد)، ونشرت في المجلد الذي أصدرته المنظمة الإسلامية عن المؤتمر.
3. الطب الوقائي في الإسلام، تطبيق التعاليم الإسلامية المتعلقة بالتحكم
في بعض الأمراض السارية، للدكتور عدنان أحمد البار، والدكتور جنق ليو، المملكة
العربية السعودية.
[3] ابن عساكر والدارقطني في الأفراد، والخطيب في التاريخ.