على الحمية، وعلى التعايش مع المرض وإعطائه ما يستحقه من سلوك يجعله
ينعم بالعافية التي قد لا يشعر بها الأصحاء.
^^^
قلت: إن من قومي من يفصل بين الصحة والدين، بل يعتبر أن المبالغة في
الوقاية من الحرص على الدنيا.
قال: أخطأ من اعتقد هذا.. بل هذا الجسد أمانة.. والله تعالى يسأل
عبده عنه كما يسأله عن أي أمانة.. ألم تسمع قوله a:(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل
عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن عمله فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم
أنفقه،،وعن جسمه فيم أبلاه)[1]، فقد أخبر a عن الأمور العظمى التي هي محل الحساب،
وذكر الصحة من بينها.
قلت: ولكني أعلم أن الصحة نعمة تشكر لا أمانة يسأل عنها، فقد قال a:(إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة
أن يقال له: ألم أصح لك جسمك، وأروك من الماء البارد؟)[2]
قال: وكل نعمة أمانة.. وكل أمانة مسؤولية.. ألم تسمع قوله a لبعض أصحابه معاتبا له على كثرة عبادته التي
جعلته يفرط في بعض الحقوق:( ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ فلا تفعل، فإنك
إذا فعلت ذلك هجمت[3]عينيك ونفهت[4] نفسك، فصم وأفطر، وقم ونم، فإن
لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، وإن
بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشرة أمثالها،