بل إن من المخاوف
التي جعلت الملائكة تبدي عجبها من خلق خليفة في الأرض هو خشيتها من الفساد في
الأرض، قال تعالى مخبرا عن مخاوفهم:﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ
فِيهَا﴾ (البقرة:30)
قلت: ظاهر هذه
النصوص يدل على الفساد السلوكي..
قال: لا.. بل يشمل
كل فساد بما فيها إفساد البيئة التي هي الوسط الصحي للإنسان، ولهذا ورد في النصوص
النهي عن قطع الأشجار من دون سبب معقول، وقد قال a:( من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار)[1]
قلت: أتعلم يا معلم
أن الغابات التي هي رئة الأرض التي تتنفس بها تعرضت في عصرنا لمجازر دونها كل
المجازر.
قال: أولئك المجرمون
الذين نزع الله من قلوبهم الرحمة لم يلتفتوا إلى أناتها فراحوا يسيمونها كل أنواع
البلاء.
قلت: بل يسيمون
أنفسهم، فإن الأرض بذلك ستصبح كوكبا غير ملائم لهم.
بينما نحن كذلك صاح
صائح من من الممرضين أو من الأطباء:(احذروا التلويث.. احذروا التلويث)
قلت: ما يقصد هذا؟
قال: يقصد كل ما
يلوث البيئة.. ألم تسمع إلى نهي النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن تلويث
الغذاء والماء بمفرغات البدن التي تحمل الجراثيم وتنقل العدوى.