دية.
قلت: ولكن هذا صعب..
قال: ولكن هذا هو الحل الوحيد للتكفير عن جنايته، ولردع المجرمين عن هذا.. أتعلم أن هذا الذي جلس هذا المجلس اليوم، سيجلس مثله غدا وبعد غد؟
قلت: يمكن هذا.
قال: أتدري من يقتسم معه جريمته؟
قلت:﴿ لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾(الأنعام:164)
قال: بل يتحمل الإمام والأعيان وكل من سكت وزره.. إنهم كانوا أعوانه في جريمته.
قلت: فما ترى ـ يا معلم ـ في هذا الواقع الذي نعيشه.
قال: أنصحكم بأن تعودوا للحمير والأحصنة.. فلستم أهلا بعد لامتطاء السيارات.
العدوى:
بينما كنت مع المعلم في تلك القاعة إذ سمعت صائحا يصيح: (لا يورد ممرض على مصح)[1]
قلت للمعلم: ما هذا؟
قال: هذا من العدوان العظيم.. فقد لا يقتل شخص الناس بسيارته.. ولكنه يقتلهم بمرضه.
قلت: هو مريض لا يملك من أمره شيئا.
قال: فليمنع إذيته عن الناس.. فلا يجوز للمسلم أن يعدي أخاه، أو يتهاون في ذلك، أو يجلب أسباب العدوى إلى المجتمع.
[1] البخاري ومسلم.