قال: لا.. لم يقصد a الأوبئة فقط.. بل كل الأدواء التي يحتمل حصول العدوى بسببها.
قلت: الزكام يسبب
العدوى.
قال: فهو يدخل في
هذا.
قلت: أنلزم المزكوم
أن يلزم بيته.. إن المصالح تتعطل بذلك.
قال: لا.. نلزمه بأن
يتخذ من الأسباب ما يمنع من انتقال عدوى مرضه إلى غيره.
سمعنا رجلا يرتقي منصة، وقد التف
حوله الناس، وهويقول: لقد أمر الشرع بمكافحة الأوبئة، فلذلك نهى a المريض أن يرد الأماكن العامة، قال a:(لا عدوى ولا هامة ولا صفر ولا يحل
الممرض على المصح، وليحل المصح حيث شاء قيل: ولم ذاك؟ قال: لأنه أذى)[1]
وفي مقابل ذلك أمر الصحيح أن يفر
من كل أسباب العدوى، فقال a:(فر
من المجذوم فرارك من الأسد)[2]
وفوق ذلك وضع ما يسمى بالحجر
الصحي، وهو من أهم وسائل مقاومة انتشار الأمراض الوبائية، فقد قال a:(الطاعون بقية رجز أو عذاب أرسل على
طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه، وإذا
وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها)[3]
وقال a مرغبا في عدم الفرار بهذا الجزاء
العظيم:(الطاعون كان عذابا يبعثه الله على من يشاء، وإن الله جعله رحمة للمؤمنين،
فليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا