responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77

الصلح بين المجرمين وبين أهل القتلى.

قلت: لكن ﴿ الصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾(النساء:128)

قال: هو خير إذا جلب الخير.. أما إذا جلب الشر، فلا خير فيه.

قلت: لا أعلم أن الصلح يجلب شرا.

قال: رأيت مجالس صلحكم التي تقيمونها في المساجد.. وهي شر محض.

قلت: كيف هذا؟

قال: رأيت الإمام يجلس مستغلا الحرمة التي أعطاه إياها المجتمع.. ويجلس على يمينه بعض الأعيان ممن كسبوا احترام المجتمع بطرق شرعية وغير شرعية.. وهناك في الساقة يجلس اليتيم الذي فقد والده.. وبجانبه المجرم.

قلت: هذا شيء جميل، فقد سعى كل هؤلاء لتطهير القلوب.

قال: القلوب تطهر بالشرع لا بالدجل.

قلت: وما في هذا من الدجل.. وما في هذا من مخالفة الشرع؟

قال: ذلك اليتيم المسكين الذي أعطاه الشرع دية تغنيه مدى الحياة تكتفون بإعطائه بعض الدراهم التي يجهز بها والده للقبر.. وتستخدمون لذلك تلك الوجاهة التي كسبها الإمام، وكسبها بجنبه الأعيان.

قلت: نحن نرحم السائق المسكين.

قال: أنتم ترحمون المجرم.. وتقتلون البريء.

قلت: فما ينبغي أن يفعل الإمام؟

قال: يحكم بالحق.. فيطالب المجرم بحق اليتيم كاملا غير منقوص.

قلت: فإن لم يستطع؟

قال: يعطيه كل شهر ما يكفيه من رزق مدى الحياة.. إلى أن يكمل ما وجب عليه من

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست