الجنين، وقد لوحظ أن
السيدات اللاتي يدخِّن يضعن عادة مواليد أوزانها أقل من المعتاد؛ مما يعرِّض صحة
المولود للخطر، بالإضافة إلي أن نسبة المواليد المُشوهين من السيدات المدخنات تكون
كبيرة بالمقارنة بغيرهم.
قال آخر: ومن مضار
الإدمان أداؤه إلي عيوب وراثية في الجنين، ينشأ عنها طفل يعاني من خلل في جزء أو
أكثر من أجزاء جسمه، وقد يؤدي إلي الإعاقة العقلية والبدنية.
التفت للمعلم
ليجيبني، فقال: لقد أجابوك.
قلت: فلماذا اعتبر
ذلك إثما.. ولم يعتبر عدوانا؟
قال: كل إثم عدوان..
وكل عدوان إثم.. فلا حدود لما تنتجه المعاصي من مضار.
قلت: فكيف يعالج
المرضى بهذه العلل؟
قال: يرسل كل مريض
إلى المحل المناسب له..
قلت: فإن لم ينفع
ذلك في ردعه عن العدوان؟
قال: يرسل إلى وزارة
الحزم.. وهي وزارة يخافها الجميع ويحترمها الجميع.
قلت: نعم يخافونها..
ولكن كيف يحترمونها؟
قال: لسعيها في
مصالحهم، ولعدلها بين الناس.
العدوان على المجتمع:
دخلنا القاعة
الثالثة، وقد كتب على بابها قوله تعالى:﴿
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا
فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً﴾ (الأحزاب:58)
قلت: هذه قاعة علاج
العدوان على المجتمع.. لا شك في ذلك.
قال: أجل.. فهي
المحيط الكبير الذي يعيش فيه الإنسان، ولهذا تشدد الشرع في بيان حرمة هذا الوسط،
وكون الاعتداء عليه أخطر من أي اعتداء.
قلت: ولكني أرى أن
محل علاج الاعتداء على المجتمع هو المحاكم والسجون.. لا