قال: في مدائن
السلام ليس الحكم للحاكم، ولا لمن ينتخبهم العامة والغوغاء.
قلت: فلمن إذن؟
قال: هناك حاكم،
وهناك مجالس استشارة.. ولكن المصالح المختلفة للرعية ترتبط بالخبراء.. فإذا أجمع
الأطباء على مضرة غذاء معين لم يحتاجوا لرفع الأمر للسلطة، بل اكتفوا بإرسال
التحذر من ذلك الغذاء لوزارة الحزم لتقوم بالإجراءت المناسبة.
قلت: وزارة الحزم..
لم أسمع بهذه الوزارة.
قال: هذه وزارة لا
يمكن لأي حاكم أن يحلها.. دورها الحفاظ على المصالح العامة عن طريق الحزم والشدة،
فهي تقوم بدورها بعجلة منقطعة النظير.. فما إن يأتيها مثل ذلك الطلب حتى تقوم جميع
أجهزتها بتنفيذه، فتصادر تلك الأغذية من الأسواق.. وتمنع دخولها.. وترسل إلى كل
المؤسسات بذلك التحذير.. فلا يمر يوم وليلة حتى تخلو مدائن السلام من ذلك الغذاء
الضار.
قلت: لا شك أن هؤلاء
الحرس الواقفين في مداخل هذا المستشفى يتبعون هذه الوزارة..