دخلنا القاعة
الرابعة، وهي القاعة المكلفة بعلاج الانحراف الجنسي، فلم نر فيها أي مرضى، بل
رأينا الأطباء والفقهاء والصالحين فقط.
سألت المعلم عن سر
ذلك، فقال: هناك مرضى، ولكن إدارة هذه الحصون رأت في ظهورهم أضرارا كبيرة على
نفوسهم وعلى المجتمع، بل رأت في ذلك نوعا من إشاعة الفاحشة، فكلفت المهندسين،
فوضعوا لها تصميمات تحفظ سرية الداخل، بحيث لا يراه أحد حتى الأطباء والإدارة
نفسها.
قلت: كيف ذلك؟
قال: أنا معلم
السلام ولست معلم هندسة.
سمعت أحدهم يتحدث،
وأظنه فقيههم، قال: الانحراف الجنسي[1]من أخطر المحرمات[2]، فقد قال a:(لا يزني
الزاني حين يزني وهومؤمن)[3]، وقال a:(ما من ذنب بعد
الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا تحل له)[4]
ولذلك علق الشارع
عليه أشد العقوبات التشريعية، ورتب عليه كذلك أشد العقوبات القدرية.
قال آخر: ولم يكتف
الشرع بتحريمه، بل حرم كل السبل المؤدية إليه، والتي يشير إليها قوله تعالى:﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً
وَسَاءَ سَبِيلاً﴾ (الاسراء:32)، فلم تقل الاية
[1] انظر: الأمراض الجنسية، الدكتور محمد علي البار، والأمراض
المنتقلة بالجنس: د. عبد اللطيف ياسين القاهرة، والأمراض الجلدية: د. مأمون جلاد،
روائع الطب الاسلامي : د محمد نزار الدقر.
[2] فقد قال a:« لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن » أخرجه الشيخان، وقال a:« ما من ذنب بعد الشرك أعظم
عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا تحل له » أخرجه ابن أبي الدنيا.