الحسي للزمان
والمكان، كما يعاني من الأرق المستمر والهذيان والرعشة والدوار وقد تحدث له هلاوس
بصرية فى بعض الأحيان.
لاحظت على المرضى في
هذه القاعة ما لاحظت على القاعات السابقة، إلا أن الشيء الجديد الذي استرعى
انتباهي هو لافتة معلقة تجعل من المتاجرة بالمخدرات جريمة من الجرائم الكبرى التي
يعاقب عليها بالإعدام.
قلت للمعلم: ما هذا
القانون الخطير؟
قال: لقد أفتى فقهاء
هذه القاعة بهذا، فقد رأوا أن السبب الأكبر في انتشار المخدرات هو المتاجرون بها..
ورأوا أنهم لن يردعوا إلا بمثل هذا القانون، فآثروا التضحية بالبعض من أجل حماية
الكل.
قلت: ولكنه قانون
خطير.
قال: وجريمتهم أخطر..
ما تقول فيمن قتل نفسا متعمدا؟
قلت: وهل أقول شيئا
مع قول الله تعالى، فقد قال:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى﴾(البقرة:178)
قال: فهل في قتل
القاتل مضرة؟
قلت: هي مضرة بسيطة،
ولكن غايتها أعظم، فغايتها حفظ حياة الجميع ابتداء من حياة القاتل الذي يرتدع
بالخوف من القتل عن جريمته، وقد جمع ذلك كله قوله تعالى:﴿ وَلَكُمْ
فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾(البقرة:179)
قال: فالمتاجر في
المخدرات لا يقتل شخصا واحدا، بل يقتل أمة من الناس، فإنه ـ من أجل مال زهيد ـ
يقضي عليهم نفسا نفسا.. فلذلك كان الأحزم هو قانون شديد يحفظ البلاد والعباد.
قلت: فكيف وافق
السلاطين على هذا؟.. أو كيف وافقت المجالس التشريعية على