responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 463

قلت: فما وجه التشبيه بين القلب الذي هو محل العلم وبين المرآة؟

قال: كما أن للمتلون صورة ومثالا لتلك الصورة ينطبع في المرآة، ويحصل بها، فكذلك لكل معلوم حقيقة، ولتلك الحقيقة صورة تنطبع في مرآة القلب وتتضح فيها.

وكما أن المرآة غير، وصور الأشخاص غير، وحصول مثالها في المرآة غير، فكذلك حقائق الأشياء في القلب، وحصول نفس الحقائق فيه، وحضورها فيه.

فالعالم عبارة عن القلب الذي فيه يحل مثال حقائق الأشياء، والمعلوم عبارة عن حقائق الأشياء، والعلم عبارة عن حصول المثال في المرآة.

قلت: فهمت هذا.. وهو مثال واضح جميل.. ولكن ما دام القلب بهذه الصفة فلماذا تنحجب دونه الحقائق.. أم أن لكل شخص مرآته الخاصة به؟

قال: أترى هذه المرائي الخمسة التي أحملها؟

قلت: أجل.. وأنا محتار في سر إحضارك لها، فقد كانت تكفيك واحدة.

قال: أنا لم أحضرها لأرى وجهي فيها، بل أحضرتها لأعلمك بها.

قلت: وما تعلمني؟

قال: حجب الاستبصار.

قلت: كيف ذلك؟ ولماذا كانت المرائي خمسة؟

قال: انظر إلى هذه المرآة الأولى، وقل لي ماذا ترى؟

فنظرت، فلم أر فيها غير شكل المرآة، لقد كانت من الحديد الذي أكله الصدأ، قلت: ماذا أرى.. لا أرى غير الصدأ.

قال: هل ترى وجهك فيها؟

قلت: لا أراه.. لقد أخبرتك أني لا أرى غير الصدأ.

قال: فهذا هو الحجاب الأول.

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 463
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست