قلت: ولكن الظواهر
الخارقة ظواهر استثنائية تختلف عن الظواهر الطبيعية، فهي ظواهر نادرة وغير مألوفة..
وهي ليست في نفس الوقت مرضا.. فما علاقتكم بها؟
قال: هذا المظهر
بالذات هو الذي جعل منها ظواهر ذات قيمة استثنائية للعلوم المختلفة.. إذ أن من
يتتبع المعارف العلمية المختلفة يراها كثيرا ما تطورت نتيجة لدراسة ظواهر نادرة الحدوث
لاحظها العلماء مصادفة خلال دراستهم لظواهر أخرى مألوفة.
قلت: هذا صحيح..
فمتى بدأ اهتمامكم بها؟
قال: لقد تأخر هذا
الاهتمام، فقد بقي اهتمام الانسان بالظواهر الطبيعية وما فوق الطبيعة اهتماما
سطحيا حتى مجيء عصر النهضة العلمية في أوروبا حيث بدأ الانسان بدراسة ما يرى من
ظواهر الطبيعة بشكل منهجي دقيق.
وبدأ بالتالي
بالتخلص من كثير من مفاهيمه الخاطئة عن هذه الظواهر ليستبدلها بمفاهيم مبنية على
دراسة منهجية، وبهذا نجح في تطوير علوم عديدة مثل الفيزياء والكيمياء والأحياء
وغيرها، حتى وصلت الحضارة الى ما وصلت إليه اليوم من تقدم مذهل.
إلا أن هذا الاهتمام
الجدي الذي جعل الانسان يفهم الظواهر الطبيعية لم يرافقه اهتمام مماثل بدراسة
الظواهر فوق الطبيعية والقدرات الخارقة بشكل علمي يجعلها تلقي بأنوارها على زوايا
المعرفة التي لا تستطيع الظواهر الطبيعية إلقاء الضوء عليها.
قلت: فما توصلت إليه
هذه الدراسات من هذا العلم الخفي؟
قال: لقد عرف
العلماء المختصون بهذا الجانب كثيرا من الظواهر الخارقة، وهي في مجموعها تنقسم إلى
قسمين، هما: التحريك الخارق، والإدراك الحسي الفائق.. أو ما نسميه Psychokinesis.