قال: تعرف سر
الإلهام الذي تحصن به صحتك، وتعافي به روحك.
قلت: فما سر الإلهام
الذي يهبني هذا؟
نبهني المعلم، وقال:
سر هذا لا تعرفه هنا.. فهؤلاء المستبصرون.. وهم يتقلبون في بحار الكون السبعة..
ولن تطيق فهم ما يقولون.
قلت: فمن أين أعلمه؟
قال: تعال إلى رجل
من قومك يحكي لك ما توصلوا إليه من معارف في هذا الباب، وستنهل منها ما يحفظ
الصحة، ويحصن البنيان.
اقتربنا من رجل يحمل
مجهرا دقيقا، وهو يوجهه إلى جماعة المستبصرين، ثم يدون ما يلاحظه في دفتر كبير
يحمله.. فسألت المعلم عنه، فقال: هذا عالم من علماء قومك ممن تسمونهم (علماء
النفس)، وهو يبحث عن قوانين الاستبصار من ملاحظة المستبصرين.
قلت: أبالمجهر يبحث
عنه؟
قال: هذا مجهر عجيب
اخترعه مهندسو هذا المستشفى.. فلا تسأله عنه، وأسأله عما ينفعك، وينفع قومك.
قلت: يا عالم النفس..
ما سر وجودك في نافذة الاستبصار؟
قال: هذا هو محلي
الذي لا أفارقه.. فما سر وجودك أنت؟